كان الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يحلم قبل قيام الدولة بشبكة من الطرق التي تربط بين مختلف مناطق البلاد، وتسهّل وتعزّز تواصل أبناء الوطن الواحد، وتيسّر أمورهم وأعمالهم. لذلك كانت في مقدمة أولويات دولة الاتحاد عند قيامها منذ أكثر من نصف قرن، الاعتناء بالبنية التحتية وبناء الطرق حتى أصبحت الإمارات اليوم تضم واحدة من أكبر شبكات الطرق العصرية وأكثرها تطوراً، وبمعايير عالمية لا تتوافر حتى في الكثير من الدول الأكثر تقدماً، وتصدرت المعايير الدولية الخاصة بذلك.
وقد شهدنا مؤخراً حجم التفاعل الواسع لدى الإعلان عن مشروع القطار فائق السرعة، والذي سيتيح التنقل بين أبوظبي ودبي في مدة لا تتجاوز 30 دقيقة، والذي تم الإعلان عنه بمباركة قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبحضور سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.
وقد أكّد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد أن هذا المشروع الطموح يجسد رؤية القيادة الرشيدة، وحرصها الدائم على الارتقاء بالبنية التحتية الوطنية، وتعزيز منظومة خدمات التنقل وفقاً لأرقى المعايير، بما يسهم في تحفيز تنافسية الاقتصاد الوطني، ودفع عجلة التنمية المستدامة، ترسيخاً لمكانة دولة الإمارات كنموذج رائد في الابتكار والتطور في شتى المجالات على المستوى العالمي.
من جانبه، شدد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد على أن مشروع القطار فائق السرعة يكتسب أهمية وطنية كبرى تتمثل في دعم البنية التحتية، والمساهمة في تطوير بقية القطاعات الحيوية الأخرى، لا سيما أن هذا النوع من المشاريع الاستراتيجية يضعنا في طليعة الدول الرائدة في مجال الابتكار في منظومة تنقل الأفراد باستخدام شبكة السكك الحديدية، لوضع تصور جديد لمفهوم التنقل اليومي بين دبي وأبوظبي بهدف تحسين نمط حياة المواطنين والمقيمين والسياح، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني عالمياً، وبما يواكب التوجهات الوطنية لتحقيق التوازن بين مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة والحفاظ على البيئة، وتحقيقاً لأهداف «المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050».
المشروع، إلى جانب دعم قطاع السياحة الوطنية، يرفع من مستوى النمو الاقتصادي، حيث يتوقع أن يساهم القطار فائق السرعة في الناتج المحلي الإجمالي بما يصل إلى 145 مليار درهم في غضون العقود الخمسة المقبلة.
هنيئاً لنا بهذا المشروع الكبير، وبانتظار انطلاقته، والشكر والامتنان لقيادتنا الرشيدة، والتحية لكل العاملين في «الاتحاد للقطارات».